13/04/2019 - 18:32

نور مصالحة: الصهيونية تبني مجدها على أساطير لا يمكن اعتبارها تاريخا

بروفيسور نور مصالحة: لا يوجد أي دليل تاريخي أو أركيولوجي على وجود مملكة سليمان وداوود أو الهيكل الأول | بن غوريون كان يقول "لا أؤمن بالله، ولكني أؤمن بأنه منحنا هذه البلاد"

نور مصالحة: الصهيونية تبني مجدها على أساطير لا يمكن اعتبارها تاريخا

قبة الصخرة وأسوارها أمويّة (أ ب)

  • لا يوجد أي دليل تاريخي أو أركيولوجي على وجود مملكة سليمان وداوود أو الهيكل الأول
  • بن غوريون كان يقول "لا أؤمن بالله، ولكني أؤمن بأنه منحنا هذه البلاد"
  • الادّعاء أن فلسطين تحولت إلى عربية فقط بسبب الهجرة العربية التي ترافقت مع الفتح الإسلامي، هو ادّعاء صهيوني كاذب

بعد أنْ كتب عن النكبة والترانسفير واللجوء والعودة والذاكرة الفلسطينية الحديثة، في أثر من كتاب صدرت عن دور نشر عالمية وترجمت للعربية ولغات أخرى، اختار المؤرخ الفلسطيني المقيم في لندن، بروفيسور نور مصالحة، أن يبحث عن فلسطين في عمق التاريخ، ليجد أنَّ جذورَها تمتد أربعة آلاف سنة إلى الوراء.

نور مصالحة
نور مصالحة

وتترك أول قراءة عربية لكتاب "فلسطين- أربعة آلاف سنة من التاريخ"، الذي صدر مؤخرًا باللغة الإنجليزية، انطباعًا أن مصالحة يقدم عرضًا متباينَ التفصيل لتاريخ فلسطين الطويل، منذ أقدم إشارة إلى الإقليم، الذي يمتد إلى بضعة آلاف من الأعوام، ويستثير الكاتب النصوص الفرعونية والآشورية، ويتقصّى كيفية تطوّر فلسطين الإقليم والهوية الفلسطينية والتواريخ واللغات والثقافة والحضارات عبر العصور، ابتداءً من العصر البرونزي (3300-1000 قبل الميلاد).

وتشير القراءة إلى ما أوضحه الكاتب بأن البلاد وجدت قبل العصبية القومية (nationalism) والسرديات الكبرى (metanarratives) للأمة الدولة (nation-state)، وأنّ مفهوم فلسطين كوحدة جغرا-سياسية وبلاد "بلادنا/ بلادنا فلسطين" ذات حدود نشوئية، أي في حالة حركة، لكن محدودة، تطورت تاريخيًا وما زالت، وأنّ هوية فلسطين وثقافاتها كائنات حية، تتغير وتستنبط وتتطور، وأنّها ذات هويات دينية متعددة وإرث متعدد الثقافات والحضارات وهي هوية متعددة الطبقات، متجذرة في تاريخ البلاد والإقليم القديم.

كما يوضح الكاتب أن مؤلفه يتحدّى النظرة الغربية لتاريخ فلسطين من خلال الحديث عن الأرض وليس عن أهلها، في إشارة إلى منظور الغرب الذي يرى فلسطين أرضًا لا غير، ولا وجود للفلسطينيين، ما يدعم المقولة التضليلية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وتخلص القراءة إلى حقيقة ما توصل إليه المؤلف بأن الفلسطينيين هم أهل البلاد وجذورهم ضاربة في أعماق ترابها، وهويتهم الأصيلة وإرثهم التاريخيّ سبق ولادة الحركة الوطنية الناشئة في العهد العثماني المتأخر وظهور الحركة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية، قبل الحرب العالمية الأولى.

وللإضاءة على تلك القضايا التي تناولها الكتاب، التقينا بروفيسور نور مصالحة، في بلدته دبّورية، خلال مروره الأخير بالوطن، وفي شرفة بيت عائلته المطلة على جمال الجغرافية الفلسطينية المتشكلة في ربيع مرج ابن عامر، تحدّث عن فلسطين الكتاب والتاريخ والوطن.

عرب 48: لماذا اخترت البحث عن فلسطين في بطون التاريخ؟

مصالحة: كتبت عن النكبة وعن الفترة الانتدابية وعن الذاكرة الفلسطينية وغيرها من قضايا التاريخ الفلسطيني الحديث، هنا فكّرت في فلسطين المصطلح، من أين جاء وما هو مصدره وإلى أين تصل جذوره التاريخية، ورجعت لهذا الغرض إلى المصادر التاريخية، بعضها مصريّ وبعضها الآخر أشوريّ مترجم للإنجليزيّة وبعضها أغريقيّ.

بدأت بالمصطلح، وتساءلتُ من أين أخذناه، فوجدت أنه كان موجودًا في الفترة الإسلامية، ابتداءً من فجر الإسلام وفتح القدس من قبل الخليفة الراشدي، عمر بن الخطاب، مرورًا بالفترة الأموية، حيث كانت "جند فلسطين" ولاية في الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت إلى الاندلس.

ولكننا أخذنا تسمية فلسطين من البيزنطيين الذين كانوا قبلنا، الرومان الذين هم بيزنطيون، وكانوا يحكمون إسطنبول، كانت لديهم ثلاث ولايات في فلسطين، البيزنطيون أخذوا التسمية عن الرومان والرومان أخذوها عن الإغريق، فهيرودوتوس جاء من آسيا الوسطى إلى فلسطين وكتب كثيرًا عن فلسطين، ولكن الإغريق أخذوا الاسم عن الآشوريّين وفلسطين موجودة في الكتابات الآشورية، إلّا أن الآشوريين أخذوا الاسم عن المصريين القدماء. هذا التواصل التاريخي يفيدنا بوجود بلد (قطر)، هو إقليم جغرافي يسمى فلسطين، عمره 3300 سنة.

عرب 48: بمعنى أنّ هناك تسمية ثابتة لم تتغير على مر العصور التاريخية الممتدة لآلاف السنين؟

مصالحة: التسمية ثابتة على مر التاريخ، ففي الفترة الإسلامية الأولى التي تمتد 350 سنة، من الخلافة الراشدية وفتح القدس من قبل الخليفة عمر وحتى الفترة الصليبية، كانت هناك ولاية فلسطين، لها عاصمة سياسية إدارية هي الرملة وعاصمة دينية هي القدس، حيث بنى الخلفاء الأمويون الكثير من معالم القدس، بينها مسجد قبة الصخرة، الذي بناه الخليفة عبد الملك بن مروان وكذلك المسجد الأقصى الحديث، كذلك بنوا القصور الأموية الواقعة في محيط الحرم القدسي الشريف، حتى أن أسوار القدس هي بالأصل بناء أموي، هذا إضافة إلى العديد من القصور في أنحاء مختلفة من فلسطين منها قصر هشام في أريحا وقصور أمويّة في منطقة طبريا والحمّة.

الخلفاء الأمويون فكّروا بنقل عاصمة دولتهم من دمشق إلى فلسطين، فالخليفة عبد الملك بن مروان كان واليًا في عاصمة "جند فلسطين"، وهي مدينة الرملة التي بناها هو بنفسه وهي المدينة الوحيدة من بين مدن فلسطين التاريخية بناها العرب، فيافا وعسقلان وغزة والقدس وغيرها كانت موجودة قبل الفترة الإسلامية.

عرب 48: ولكن لماذا جعل الأمويون الرملة عاصمتهم السياسية وليس القدس؟

الرملة بناها عبد الملك بن مروان من الصفر، وجعلها عاصمة سياسية لـ"جند فلسطين" التي كان واليًا عليها، قبل أن يصبح خليفة، وعندما صار خليفةً سكن في الرملة، أيضًا، أما لماذا جعلوا الرملة العاصمة السياسية وليس القدس، فلأنها تقع على طريق تجارتهم التي كانت تمتد من الشام إلى الفسطاط (القاهرة).

الفسطاط وفلسطين كانتا تربطان شمال أفريقيا مع الشام التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية ومركزها السياسي والإداري، حيث كانت طريق التجارة تمر إليها من الرملة عبر مرج ابن عامر، وتلتف حول جبل الطور وتنزل إلى طبريا ومن هناك إلى الحمة، صعودًا إلى الشام.

هذه الطريق كانت بمثابة الشارع السريع للقوافل التجارية التي كانت تنتشر على طريقها "الخانات"، التي تشكل أماكن للاستراحة والمبيت والطعام للدواب والمسافرين، بينها خان يقع في منطقة جبل الطور وآخر في منطقة اللجون.

واللّجون اسمها مشتق من الكلمة الرومانية "لجيو"، التي تعني كتيبة عسكرية، وذلك لأن الكتائب العسكرية الرومانية التي تسيطر على الجليل، كانت ترابط في تلك المنطقة وأقامت مقراتها العسكرية فيها، وحتى الفترة العثمانية الأخيرة، كانت منطقة مرج ابن عامر تعتبر جزءًا من الجليل، فاللجون رومانية والعرب أخذوا التسمية واستعملوها، ولكن بقيت استمرارية تاريخية.

عرب 48: قلت إنّ الرملة هي المدينة التاريخية الوحيدة التي بنيت حديثًا من قبل العرب، أي أنّ عمرها 1300-1400 سنة، في حين أن باقي المدن التاريخية الفلسطينية كانت قائمة لدى الفتح الإسلامي لفلسطين، ما يعني أن عمرها يتجاوز الألفي سنة؟

مصالحة: لقد بدأت في الكتابة بعد أن تمعّنت في التسميات واستمراريتها التاريخية، وأقصد ليس فقط تسمية فلسطين بل يافا وعسقلان وغزة وأريحا التي يبلغ عمرها عشرة آلاف سنة، إضافة إلى بيسان وطبريا وغيرها، وكلها ظلت ثابتة رغم تعاقب الحقب.

تسميات المدن الفلسطينية بقيت ثابتة خلال 3000- 4000 سنة، هناك تسميات فينيقية قديمة انتقلت عبر التاريخ وهي ترمز إلى المكان والإنسان في هذه البلاد.

عرب 48: ولكنّ مدنا هناك تبدّلت تسمياتها عبر العصور، مثل القدس، التي سميت يبوس وإيليا وشليم وغيرها؟

مصالحة: شليم تسمية قديمة جدًا، وهي كنعانية وحتى كلمة صهيون هي كلمة كنعانية، وتسمية إيليا رومانية الأصل، أخذها العرب واستعملوها كأحد أسماء القدس، إلّا أنّهم استعملوا تسمية بيت المقدس.

 

إذا عدنا إلى المؤرخ شمس الدين المقدسي، الذي عاش في السنة الألف ميلادية، نرى أنه يذكر القدس ويذكر إيليا، ولكن في الحقيقة نرى استمرارية في التسمية من الفترة البيزنطية وحتى الفترة الإسلامية، مع وجود ازدواجية أو أكثر من تسمية للقدس بشكل استثنائي.

عرب 48: أنت تحدثت عن المكان ولكن ماذا بالنسبة للسكان، وكيف تمثلت الاستمرارية التاريخية في هذا المجال؟

مصالحة: بالنسبة للسكان هناك استمراريّة، أيضًا، دعنا نأخذ الفترة المسيحية كنموذج، في تلك الفترة، كانت الآرامية هي اللغة السائدة وهي لغة سامية قريبة جدًا من العربية، وكان لها تأثير كبير على العربية.

اللغة العربية تأثرت وتألفت من شماليّ الجزيرة وجنوبيّها، شماليّ الجزيرة سادت فيها اللغة الآرامية (في إشارة إلى منطقة البتراء)، وجنوبيّها كانت أثيوبية وسبأية، ويمكننا ملاحظة الكثير من الكلمات الآرامية التي دخلت إلى العربية، مثل الطور والمجدل وغيرها من الأسماء.

الناس انتقلت من لغة إلى أخرى ومن دين إلى دين بفعل عوامل تاريخية، فمثلا في الفترة البيزنطية غالبية الفلاحين كانوا مسيحيين في حين سكن اليهود في بعض المدن، عند الفتح الإسلامي للبلاد أسلم جزء كبير من المسيحيين واليهود، أيضًا، وكانت هنالك هجرة عربية من الجزيرة العربية، بدأت قبل الإسلام بطبيعة الحال.

الادّعاء الذي يقول إن فلسطين تحولت إلى عربية فقط بسبب الهجرة العربية التي ترافقت مع الفتح الإسلامي هو ادّعاء صهيوني كاذب، فالهجرات العربية من الجزيرة العربية إلى فلسطين وبلاد الشام ومصر كانت سابقة على الإسلام بكثير، وساهمت بتعريب المنطقة بشكل تدريجي، إلّا أن التعريب لم يكن بسبب الهجرة فقط، فالعرب المسيحيون كانوا في فلسطين والشام، مثلما كانوا في الجزيرة العربية، والغساسنة (عرب مسيحيون) أقاموا دولة في فلسطين في الفترة البيزنطية.

كما أن هيردوتوس يتحدث عن وجود عرب في فلسطين قبل الغساسنة بـ500 سنة، وهناك عربٌ في شماليّ سيناء، في العريش، ويتحدث عن تجارة عربية من اليمن والحجاز إلى غزة وفلسطين. هناك فرق بين التعريب والأسلمة، نحن نعتقد أنّ تاريخنا يبدأ مع الإسلام وفي الواقع أنه بدأ قبل ذلك بكثير.

عرب 48: في هذا الباب أنت تواجه ليس فقط الادّعاء الصهيوني الذي يسعى إلى اقتلاع تاريخنا من هذه البلاد بعد أن اقتلع أصحابه، بل والادعاء الإسلامي مع الفارق الشاسع بينهما، الذي حاول شطب كل ما سبق الإسلام باعتباره جاهلية؟

مصالحة: الإسلام أكمل ما بدأه العرب، ولغة القرآن جاءت على هذا الشكل لأن لغة العرب وثقافتهم كانت متطورة، والعرب لم ينحصروا في الجزيرة العربية، فالغساسنة أقاموا دولتهم في فلسطين والمناذرة في العراق والرسول تأثر بالعرب المسيحيين.

وفي هذا السياق، يجب تحرير التاريخ من هيمنة الصهيونية ومن هيمنة الفكر الإسلامي الذي يقول إنّ كل شيء بدأ بالإسلام، وأنا أقول إنّ فتح الخليفة عمر بن الخطاب للقدس ليس هو ما جعلها مهمة، بل إن عمر جاء إليها لأنها مهمة، ولماذا جاء إلى القدس بالذات ولم يذهب إلى الشام أو مصر. القرآن يذكر التين والزيتون وطور سنين، والمقصود طور سيناء، وهيرودوتوس يمدّ حدود فلسطين إلى العريش ورفح جنوبا والجولان شمالًا، بمعنى أنّ الحدود تغيرت وفلسطين في حدودها الانتدابية تقلصت.

عرب 48: خلال تلك الحقب ماذا كان عدد اليهود ودورهم في فلسطين؟

مصالحة: اليهود يبدأون روايتهم بإبراهيم الذي يقولون إنه كان يهوديًا وليس حنيف الأنبياء، بدايتنا تختلف عن بدايتهم، فهم ينطلقون من يعقوب ويوسف وإخراجهم من مصر على يد النبي موسى ويهوشوع بن نون، في العام 1200 قبل الميلاد.

بن غوريون: لا أؤمن بالله، أؤمن أنه منحنا هذه الأرض (أ ب)
بن غوريون: لا أؤمن بالله، أؤمن أنه منحنا هذه الأرض (أ ب)

هم يبدأون بقصة توراتية وتلك القصة هي ضرب من الأساطير، بمعنى أنّ الأبحاث التاريخية لا تؤيد وجود شخص اسمه يهوشوع بن نون جاء إلى أريحا، وحتى الأركيولوجيا لا تثبت أنّهم احتلوا القدس، هذه قصة توراتية كتبت بعد ألف سنة من التاريخ نفسه، بمعنى أن العهد القديم أصلا كتب في وقت متأخر، وهم يتعاملون معه كتاريخ، في حين أنّني أتعامل معه كرواية هي خليط بين الواقع الممزوج بالكثير من الخيال الديني في هذه الحالة.

وحتى قصتهم المرتبطة بمملكة سليمان وداوود هي أسطورة أخرى، لأنه لا يوجد أي دليل على وجود إمبراطورية في فلسطين في تلك الفترة. 3000 سنة تقوم على أساطير حتى أنّ علماء الآثار لا يعتقدون بوجود ديانة يهودية في تلك الفترة، بل أنهم لا يعتقدون بوجود فكرة التوحيد في فلسطين في تلك الفترة، التي انتشرت فيها فكرة تعدد الآلهة وتعدد الديانات، فبعد 500 سنة من التاريخ المدعى بوجود مملكة داوود وسليمان، أي في سنة 500 قبل الميلاد يخبرنا هيرودوتوس أنّ فلسطين تنتشر فيها المعابد وتعدد الآلهة في كل مكان.

عرب 48: تريد القول إنّ كل التاريخ الذي ينسجون حوله "روايتهم االصهيونية" هو أسطورة من أساطير الأولين؟

مصالحة: القدس مدينة مهمة في فلسطين، ولكنها شهدت تراجعا في مكانتها في حقب معينة، وحسب نتنياهو الأب، فإنّها كانت في فترة سليمان وداوود مدينة صغيرة، بعدها ازدهرت في عهد هيرود الملك الروماني (من أصل عربي)، الذي اعتنق اليهودية في فترة المسيح.

في فترات معينة، كانت غزة أهم من القدس، وقيسارية كانت أهم منها، مثلا في الفترة البيزنطية قيسارية كانت عاصمة لفلسطين لـ300 سنة، هم يبنون تاريخ 3000 سنة على أساطير لا يمكن اعتبارها تاريخا.

عرب 48: من المفارقات أن تبني حركة استعمارية علمانية دولتها على رواية دينية؟

مصالحة: روايتهم التاريخية تقوم على ادّعاءات فارغة لا يمكن لأي مؤرخ أو عالم آثار جدي يكتب التاريخ أن يعتبرها تاريخا، هم يتعاملون مع العهد القديم كتاريخ وفي الحقيقة هو مجموعة من الروايات والأساطير، وفي هذا السياق، فإنّ الحقائق المادية والحفريات لم تجد أي إثبات يؤيد وجود الهيكل الأول.

بن غوريون لم يكن يؤمن بالله، إلا أنّه كان يقول إنّ الله أعطانا هذه البلاد، وإن وعد بلفور كان مجرد اعتراف بهذا الحق، وكان يتعامل مع العهد القديم كتاريخ، وأقام حلقة أسبوعية تضم مؤرخين وأركيولوجيين وعين لجنة لتغيير أسماء مواقع ومعالم البلاد وتهويدها، ومن المثير أن تلك اللجنة شملت تغيير أسماء المهاجرين اليهود ذاتهم، وبينهم كبار جنرالات إسرائيل مثل شارون ورابين وغيرهم الذين جرت عبرنة أسماء عائلاتهم، وكل ذلك بهدف زرع جذور غير موجودة لهم في فلسطين.


بروفيسور نور مصالحة: أكاديمي ومؤرخ فلسطيني، ألّف عدة كتب حول الشرق الأوسط، وعمل محاضرًا في عدة جامعات، منها جامعة بيرزيت في فلسطين، وهو عضو في مركز دراسات فلسطين في كلية الدراسات المشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، ومحرر مجلة "الأرض المقدسة ودراسة فلسطين". من أشهر كتبه: "الترانسفير في الفكر السياسي الصهيوني"، "أرض بدون شعب"، "إسرائيل الإمبريالية والفلسطينيون- سياسة التوسع"، "سياسة الإنكار: إسرائيل ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين"، "الأركيولوجيا وما بعد الكولونيالية في فلسطين"، "التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية" وغيرها.

التعليقات